إدمان الانترنت

    إعداد الدكتور زياد أحمد الليمون- الأردن

    دكتوراه في الإرشاد النفسي والتربوي

    واخصائي استشارات نفسية معتمد  بمركز توازن للاستشارات النفسية و السلوكية

    المقال

    إدمان الانترنت: هو الاستخدام المفرط وغير المثمر للإنترنت من قبل الأفراد المعتمدين عليه بشدة لمليء أوقات فراغهم وللأغراض الترفيهية والاجتماعية (أي سي دي أل – العربية )

    تفشت ظاهرة إدمان الإنترنت على الرغم من كونها تعد ظاهرة جديدة نسبيًا ولا يزال تعريفها محل نقاش، فمع ازدياد إتاحة فرص الدخول إلى الإنترنت، أصبح النشء بارعون في أمور التكنولوجيا نتيجة لقضاء مدة طويلة من وقتهم في التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام التطبيقات على الأجهزة الإلكترونية، مما أثر بالسلب على حياتهم.

    أسباب إدمان الإنترنت:

    • السرية: فإن الإمكانية التي يوفرها الانترنت في الحصول على المعلومات، طرح الأسئلة من التعرف على الأشخاص والحصول علي المعلومات وكل هذا دون الحاجة إلى كشف هويتنا تعطي  شعورا جيد بالسيطرة. وتكون القدرة على الظهور من حين لآخر بشكل مختلف حسب اختيارنا، هي تحقيق لحلم مطلوب بالنسبة للكثير من الأشخاص مما يؤدي إلى إدمان الانترنت.
    • الراحة: فالانترنت هو وسيلة مريحة، وكونه متواجد  دائما في البيت والعمل، ولا يتطلب أي مجهود كالخروج من البيت او السفر أو استعمال المبررات من أجل استعماله. كل هذا يوفر حضورا عاليا وسهولة تتعلق بتحصيل المعلومات التي لم نكن نستطيع تحصيلها بدون الانترنت وكل هذا يجعل إدمان الانترنت شيء في غاية السهولة.
    • الهروب: كالكتاب الجيد أو مشاهدة فيلم مثير، فالإنترنت يوفر مهرب آمن من الواقع. الإنسان الذي يفتقر إلى الثقة بالنفس يمكن ان يصير مدمن. ويستطيع كل إنسان أن يتبنى لنفسه هوية مختلقة وأن يحصل من خلالها على كل ما ينقصه في الواقع اليومي والحقيقي مما يؤدى لإدمان الانترنت .
    • الملل والرتابة في الحياة اليومية، ربما بسبب الروتين الوظيفي الحياتي، الذي يدفع هؤلاء الشباب إلى البحث عن كل جديد، ومتابعة التحديثات (الدليمي، 2015).

     

     سلبيات إدمان الانترنت:

    1 مشاكل صحية:

    يتسبب الإدمان في اضطراب نوم صاحبه؛ بسبب حاجته المستمرة إلى تزايد وقت استخدامه للإنترنت؛ حيث يقضي أغلب المدمنين ساعات الليل كاملة على الإنترنت، ولا ينامون إلا ساعة أو ساعتين حتى يأتي موعد عملهم أو دراستهم، ويتسبب ذلك في إرهاق بالغ للمدمن، مما يؤثر على أدائه في عمله، أو دراسته، كما يؤثر ذلك على مناعته؛ ويجعله أكثر قابلية للإصابة بالأمراض، كما أن قضاء المدمن ساعات طويلة دون حركة تذكر يؤدي إلى آلام الظهر وإرهاق العينين، ويجعله أكثر قابلية لمرض النفق الرسغي (carpal tunnel syndrome)

    2 مشاكل أسرية:

    يتسبب انغماس المدمن في استخدام الإنترنت، وقضائه أوقات أطول، في اضطراب حياته الأسرية؛ حيث يقضي المدمن أوقات أقل مع أسرته، كما يهمل المدمن واجباته الأسرية والمنزلية؛ مما يؤدي إلى إثارة أفراد الأسرة عليه.

    وبسبب إقامة البعض علاقات غرامية غير شرعية من خلال الإنترنت تتأثر العلاقات الزوجية حيث يحس الطرف الآخر بالخيانة، وقد أطلق على الزوجات اللاتي يعانين من مثل هؤلاء الأزواج بأنهن أرامل الإنترنت (ctberwudiws)، ويعترف (53%) من مدمني الإنترنت أن لديهم مثل تلك المشاكل.

    3 مشاكل أكاديمية:

    بيّن الاستطلاع الذي نشره أ. بربر عام (1997) في مجلة (USA Today) تحت عنوان: “تساؤلات حول القيمة التعليمية للإنترنت”، أن (86%) من المدرسين المشتركين في الاستطلاع، يرون أن استخدام الأطفال للإنترنت لا يحسن أداءهم؛ وذلك بسبب انعدام النظام في المعلومات على الإنترنت، بالإضافة إلى عدم وجود علاقة مباشرة بين معلومات الإنترنت ومناهج المدارس.

     

    4 مشاكل في العمل:

    بسبب وجود الإنترنت في مكان عمل الكثير من الناس، يحدث في بعض الأحيان أن يضيع العامل بعض وقت عمله في اللعب على الإنترنت، أو استخدامه في غير موطن تخصصه، ويشكل ذلك مشكلة أكبر إذا كان العامل مدمنًا للإنترنت، كما أن سهر مدمن الإنترنت طيلة ساعات الليل يؤدي إلى انخفاض مستوى أدائه لعمله.

    ولحل تلك المشكلة يقوم بعض رؤساء الأعمال بتركيب أجهزة مراقبة على شبكات الكمبيوتر في محل عملهم؛ للتأكد من استخدام الإنترنت فقط في مجال العمل.

    النظريات المفسرة لإدمان الانترنت:

    1-     الاتجاه السلوكي: وهو ينظر إلى إدمان الانترنت على أنه سلوك متعلم يخضع لمبدأ المثير والاستجابة والتعزيز والإشراط ويمكن تعديل سلوك الإدمان .

    2-     الاتجاه السيكودينامي: وهو ينظر إلى إدمان الانترنت على أنه استجابة هروبية من الاحباطات ورغبة في الحصول على لذة بديلة لتحقيق الإشباع والنسيان وإنكار الواقع .

    3-     الاتجاه الاجتماعي الثقافي: يرى أصحاب هذا الاتجاه أن إدمان الانترنت يرجع إلى ثقافة المجتمع، وبالتالي فإن المجتمع هو الذي يغذي هذا الإدمان .

    4-     الاتجاه الكيميائي الحيوي: يرجع إدمان الانترنت، إلى عوامل وراثية وكيميائية وعصبيه .

    5-     الاتجاه المعرفي: يرى أصحاب هذا الاتجاه أن إدمان الانترنت يرجع إلى الأفكار والبنى المعرفية الخاطئة التي تجعل من الانترنت محور حياتها وتستعيض بها عن الواقع .

    • الاتجاه التكاملي: ينظر إلى إدمان الانترنت على إنه عبارة عن تضافر عوامل شخصية وانفعاليه واجتماعيه وبيئيه ويمكن تلخيص المشكلة بالاستعداد ثم الاستهداف فالإدمان (أحمد ، 2006).

     

     

    المراجع:

    أحمد، بشري إسماعيل (2006). إدمان الانترنت وعلاقته بكل من أبعاد الشخصية والاضطرابات النفسية لدى المراهقين. قسم علم النفس. كلية الآداب .جامعة الزقازيق .

    الدليمي، صالح. (2015). الإدمان والمخدرات: شبكة الإدمان على المخدرات والانترنت، تاريخ الاسترجاع بتاريخ 21-3-2021.